من التراث العراقي
فوك النخل
من منا لم يستمع الى هذه الاغنية التراثية الجميله ومن منا لم يرددها يوما ما مع نفسه او في جلسة سمر مع اصدقاء او مع مجموعة من الاهل في المناسبات
انها من اجمل اغاني الفولكلور الشعبي البغدادي وقد اخذت شهرة كبيره بعد ان غناها المطرب العراقي الاصيل
ناظم الغزالي
لكن ما هي قصة هذه الاغنيه وماذا تعني كلمة النخل التي جاءت في مستهلها
دعوني اسرد لكم شيئا جميلا عنها وكيف واين ولدت
كانت البيوت الشرقيه البغداديه القديمه تتكون من ساحة وسطيه تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتالف من طابقين طابق ارضي وطابق فوقاني وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف
وكان من المعتاد ان يسكن هذه البيوت عدة عوائل وليست عائلة واحده حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف لان البغداديين في ذلك الزمن كانو على كد حالهم
كما يقول المثل الدارج
ويصدف ان يسكن في هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجه البغداديه الزكرتيه ومفردها زكرتي
وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائله
ولكن لا يسمح لهؤلاء بالسكن في هذه البيوت الا بعد ان يتاكد صاحب الدار من اخلاقه
وصادف ان شابا زكرتيا كان يسكن في احد هذه البيوت
يخرج يوميا صباحا الى العمل ويعود في اخر المساء ويدخل غرفته دون ان يكلم احدا من سكان البيت
وقد اعتاد السكان على ذلك
وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الاعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك
وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت جميل اخاذ
فوك النه خل فوك
اي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الاعلى
وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهوفي اشد حالات الشوق لان يرى الفتاة ولم يخب ظنه فقد وجدها واقفة عند باب الغرفه وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا اضافيا
عندها اخذ الشاب يغني وبصوت عالي نفس الاغنيه
فوك النه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك
وانتبه سكان البيت الى هذا الصوت الجميل وخرجوا من غرفهم ليعرفوا من صاحب هذا الصوت
وتكرر الحدث في الايام التي تلت وكان سكان البيت يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغداديه
فبدلا من يقولوا
فوك النه خل
قالوا فوك النخل
حيث ادغموا كلمة النه مع كلمة خل فاصبحت النخل
وهكذا ساهم سكان الدار بتقريب قلوب المحبين وانتهت حكايتهم بالزواج
لكن الاغنيه ذهبت الى مسامع الناس على انها
فوك النخل فوك