يريد أن يلبس الثوب العربي في بلد غير مسلم
السؤال : سؤالي يختص بجواز ارتداء
الثوب أمام الناس كل يوم ببلد غربي ( كندا )، فهل ارتداء الثوب في
هذه الظروف يندرج تحت عنوان لباس الشهرة ، والثوب هو شيء غريب
بالنسبة لغير المسلمين هنا ، لكني شخصياً أحب الثوب
أكثر من الملابس الغربية كالبنطلونات والملابس الجينز وما شابه
، ولا يقتصر الأمر فقط على ذلك ، لكني أيضاً أحب أنه
يقوم بستر العورة أفضل من هذه الملابس الغربية ، فهل سيكون
هناك علي أي إثم من الكبر إذا ارتديت الثوب كل يوم بالمدرسة ببلد
يعتبر فيه غريب جداً ارتداء ملابس كهذه ، هل هو كارتداء لباس الشهرة
، وقد قرأت الفتاوى الأخرى التي تختص بهذا الأمر ، لكني لم أستطع
العثور على أي شيء يتعلق بجواز ارتداء الثوب في مواقف كهذه ؟
الجواب :
الحمد لله
المشروع للمسلم الحرص على لبس ما يعتاده أهل البلد الذي يعيش فيه
، كي لا يشتهر بينهم ولا يتميز عنهم بما قد يضره ويجلب الغيبة إليه ،
بشرط ألا يشتمل اللباس على مخالفة شرعية .
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (104257) ، (108255) ، (132433) .
وما دمت في بلد يستغرب لبس الثوب العربي ولا يراه مقبولاً ،
فالأفضل لك أن تلبس ما اعتاده الناس في بلادك ،
مع الحرص أن يكون البنطلون واسعاً ولا يحدد العورة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" لو أن المسلم بدار حرب ، أو دار كفر غير حرب ؛ لم يكن مأمورا
بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر ، لما عليه في ذلك من الضرر .
بل قد يستحب للرجل ، أو يجب عليه ، أن يشاركهم أحيانا في هديهم
الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية : من دعوتهم إلى الدين ،
ونحو ذلك من المقاصد الصالحة .
فأما في دار الإسلام والهجرة ، التي أعز الله فيها دينه ،
وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ، ففيها شرعت المخالفة "
انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم " (1/471-472) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب